أتوق للهدوء
داعبت كلمات " التلفاز " خيالي
سيطرت مشاهده على عقلي
أتابع مناظره في شغف
صوت بجواري لا يكف عن الثرثرة
بين الحين والحين ، يطرق سمعي
يخطف بصري
أداعبها
أهدهدها ..
كفِ يا نوسة !
كطير غريد تناديني .. أبى أحكِ لي حكاية.
أصابعها الصغيرة تلح على في إصرار
تمزق سكون هدوئي
تعبث بيدي في حنان
أربت عليها
عبثا أحاول لفت انتباهها لتتابع الفيلم معي فتريحني عناء الحكاية .
لا افلح
ــ حاضر يا نوسة انتظرِ حتى ينتهي هذا المشهد .. انظرِ .. .
ــ لا بل الآن .
أصابعها الصغيرة تنغرز في ذقني
تحاول جذب وجهي لوجهها
أمام إصرارها ..
اسمعِ يا حبيبتي ــ وعيناي مثبته بالشاشة ــ كان هناك رجل مسكين يسمى " أحمد " كان ينشد الراحة والهدوء ، ابتلاه الله بطفلة عنيدة.. جميلة.. لطيفة ، لا تكف عن الحركة و الصياح ، جلس أمام “ التلفاز" يتابع مشاهده ، تدخلت ، تعبته ، طلبت منه أن يحكى لها حكاية .. وتوته توته خلصت الحدوتة ..
تابعت عيناها الصغيرة آخر كلماته وهى تخرج من فمه بسخرية
تجمدت بسمتها على شفتيها
أسبلت عينيها
انكمشت كقطة تلتمس الدفء
في حنان ضمها إلى صدره
أحس بالراحة حين كفت عن الثرثرة !
تابع مشاهد الفيلم في راحة وهدوء
انتهى الفيلم
عيناه تتابع مشهد الختام .
ــ ما رأيك يا ست نوسة في الفيلم ؟
ــ .................................
يلتفت إليها ..
موسيقى الختام ..
إنها نائمة ..
يهزها ..
تستجيب لحركة يده دون مقاومة
يحملها ..
يقربها إلى وجهه ..
يصرخ ..
يجرى كالمجنون في غير اتجاه
لا يكاد يصدق ..
ينتهي الإرسال ..
ينفجر في البكاء والنحيب
نوسة ..
نوسة حبيبتي ..
سكتت للأبد !!
(انتهــــــت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق