الخميس، 15 سبتمبر 2011

الخالة خديجة رحمة الله عليها








في كل يوم احد وثلاثاء وخميس كانت تطل علي الخالة خديجة حاملة البسمة في وجهها حين تراها لاول وهلة وحين تقترب مني وتلقي علي بالتحية وتبتسم وتقترب من مكتبي الصغير منتظرة سؤالي الدائم عن صحتها حينها تقول شاكية لي همومها والالامها وتكتفي بكلمة مطمئنة مني او بهمسة او بدعاء لها بطول العمر والبقاء
حينها اقترب من كرسي الغسيل الخاص بها واسمع همومها مرة اخرى واسمع حنينها لايام سابق عهدها وذكرياتها مع امي واهلي من قبل واحن اليها والى طلباتها التي اعتبرها اوامر قبل ان تكون طلبات
اسعى الى ارضائها حتى واكان على حساب نفسي او على حساب غيري لاني اشعر بان وجهها الملئ بالرضا والايمان الملي بما حققته في المركز من انجازات يستحق مني كل تقدير

اليوم ماتت الخالة خديجة بعد معاناة دامت سنين مع الفشل الكلوي المزمن ماتت وتركت كرسيها خاليا من تلك الابتسامة فانى لي بإمرة مثلها تملئ حياتي متعة وسعادة

اليوم خسرتها واتمنى ان تكون في جنة العليين عند رب راض غير غضبان اتمنى ان تكون في فردوس واسعة وفي نعيم دائم وان تشفع لي ولابنائها يوم القيامة

اليوم ودعت والدتي وخالتي وليست مريضتي وذهبت الى حيث لفوها بثوب ابيض وقبلت رأسها ثلاث قبلات وودعتها الى مثواها الاخير الى جانب امي رحمة الله عليهم اجمعين 



 الخميس ديسمبر 18, 2008 7:36 am

نوسة في رحمة الله









أتوق للهدوء

داعبت كلمات " التلفاز " خيالي

سيطرت مشاهده على عقلي

أتابع مناظره في شغف

صوت بجواري لا يكف عن الثرثرة

بين الحين والحين ، يطرق سمعي

يخطف بصري

أداعبها

أهدهدها ..

كفِ يا نوسة !

كطير غريد تناديني .. أبى أحكِ لي حكاية.

أصابعها الصغيرة تلح على في إصرار

تمزق سكون هدوئي

تعبث بيدي في حنان

أربت عليها

عبثا أحاول لفت انتباهها لتتابع الفيلم معي فتريحني عناء الحكاية .

لا افلح

ــ حاضر يا نوسة انتظرِ حتى ينتهي هذا المشهد .. انظرِ .. .

ــ لا بل الآن .

أصابعها الصغيرة تنغرز في ذقني

تحاول جذب وجهي لوجهها

أمام إصرارها ..

اسمعِ يا حبيبتي ــ وعيناي مثبته بالشاشة ــ كان هناك رجل مسكين يسمى " أحمد " كان ينشد الراحة والهدوء ، ابتلاه الله بطفلة عنيدة.. جميلة.. لطيفة ، لا تكف عن الحركة و الصياح ، جلس أمام “ التلفاز" يتابع مشاهده ، تدخلت ، تعبته ، طلبت منه أن يحكى لها حكاية .. وتوته توته خلصت الحدوتة ..

تابعت عيناها الصغيرة آخر كلماته وهى تخرج من فمه بسخرية

تجمدت بسمتها على شفتيها

أسبلت عينيها

انكمشت كقطة تلتمس الدفء

في حنان ضمها إلى صدره

أحس بالراحة حين كفت عن الثرثرة !





تابع مشاهد الفيلم في راحة وهدوء

انتهى الفيلم

عيناه تتابع مشهد الختام .

ــ ما رأيك يا ست نوسة في الفيلم ؟

ــ .................................

يلتفت إليها ..

موسيقى الختام ..

إنها نائمة ..

يهزها ..

تستجيب لحركة يده دون مقاومة

يحملها ..

يقربها إلى وجهه ..

يصرخ ..

يجرى كالمجنون في غير اتجاه

لا يكاد يصدق ..

ينتهي الإرسال ..

ينفجر في البكاء والنحيب

نوسة ..

نوسة حبيبتي ..

سكتت للأبد !!

(انتهــــــت)


كم هي جميلة هذه الابتسامة لبنت بلدي الارترية هي وجدها العجوز .. عجيبة هي نظرة الامل الى المستقبل 


كم رائع هو خجل بنت بلادي وادبها وحيائها العطر الجميل 


تعمل داخل المنزل وخارجها ... كم انت عظيمة ايتها الارترية

قوة .. ثقة .. امل


عظيمة هي هذه الارترية التي ساندت الرجل الارتري وكانت خير عون له في برد الحروب وحر الترحال وقصف الخريف ودموع الربيع

شكرا لك فانت امي واختي وزوجتي وابنتي